عندما نصاب بوعكة صحية تكون الأعراض واضحة لنا ولغيرنا ... وتتفاوت في حدتها حسب نوع المرض ما بين الوهن والحمى ... الإعياء والاقياء ... الرعشة والسكون ... التعرق والخمول ...الوعكة العاطفية لها نفس الأعراض .. ويكمن الفرق بينها وبين الوعكة الصحية إن أعراضها تتعمق وتفتك بالدواخل ... أكثر بكثير من تأثيرها الخارجي ...الوعكة العاطفية تصيبنا بوهن الروح وحمى الخيال ... تملأنا بإعياء الشك واقياء الغيرة ... تصيبنا برعدة الشوق وخوف الفراغ ... تجعلنا نتعرق المأ من إرهاصات النهاية بينما يصفعنا خمول الحواس المرافق للفراق ...
نحن نعيش زمن الوعكات العاطفية ... زمن العواطف المزيفة ... زمن اغتيال المشاعر الصادقة التي أصبحت مثل المخلوقات النادرة المهددة بالانقراض ... حتى بتنا نحتاج إلى محمية عاطفية يمنع فيها صيد المشاعر وجرح الأحاسيس .. محمية يتعايش فيها صخب أرواحنا مع شراسة رغباتنا مع تعقيدات همومنا وأسبقيات أولوياتنا .. مع كثافة مشاعرنا تجاه آخر .. واحتياجنا إليه ....نحتاج إلى محمية عاطفية تقينا خطر الصيد الجائر على أيدي راغبي متعة القتل لأجل القتل ...نحتاجها كي تكون هناك مساحة آمنة تكبر فيها المشاعر بلا خوف .. نحتاجها ... كي لا تنقرض عواطفنا ...
Followers
Thursday, March 12, 2009
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
1 comment:
انا من المعجبين جدا بكتاباتك الرائعة و اتمني لك مزيدا من التقدم و الازدهار
كلمة اخيرة:
انت كاتبة بمعني الكلمة
سعد عثمان
Post a Comment