Followers

Wednesday, March 11, 2009

عندما تخمد الحرائق الكبيرة ...على عجل ...

للنار شهوة لانهائية للافتراس والقتل والتدمير ... وللهب جوع دائم ومريض ...عند إندلاع الحرائق الكبير .. يهب الجميع لإطفائها على عجل ... ويصبح الصراع بين الماء والنار لعبة حياة أو موت ... لا تنتهي إلا بفناء احد الطرفين مخلفاً وراءه خسائر عنيدة ... ومفضوحة ..في حموة القتال بين أصل كل شئ واصل الشياطين ... تصبح العجلة هي ديدن الطرفين .. وغالبا ما تكون الغلبة لأصل الأشياء ... ففي النهاية ... النار ان لم تجد ما تاكله تاكل نفسها .. حتى تفنى فيها ... تعجل الماء لإنهاء الصراع قد يؤدي به إلى إغفال جمرة صغيرة توارت بسؤ نية مبيت بانتظار هذه الفرصة .. وفي لحظة غفلة نبتت من بطن احساس النصر الكاذب ... تعيد نفخ روحها الخبيثة وتعاود الاشتعال في محاولة لإشباع جوعها الملعون ... وهكذا تستمر الحرب بين الماء والنار إلى ما لا نهاية ...
نحن البشر أيضاً لنا حرائقنا التي تشتعل بداخلنا ونعجز أحياناً في السيطرة عليها ...ولا يكون أمامنا سوى خيارين ..إما أن نتركها تقضي على الأخضر واليابس وتحيلنا إلى بقايا مدمرة وحطام اسود لا يصلح لشئ ..أو نحاول إخمادها على عجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وتلافياً للخسائر ... دون أن ننتبه لتلك الجمرة الصغيرة المتوارية بخبث تحت الأنقاض ..الأذكياء فقط هم من يطفئون نارهم بتؤدة .. ويعاملونها بما يليق بها من حرص حتى يامنوا غدرها .. كل الحرائق لابد وان تطفأ على مهل .. وخصوصاً حرائق الغرائز ..إطفاء غريزة الجوع على عجل يضعنا في مرتبة اقل من الحيوان ... لأننا نأكل دون أن نعي ما نأكله ..لا نتوقف عند مذاق أو نكهة .. ولا يهمنا مظهر أو محتوى ... وعندما نظن أننا وصلنا إلى الشبع .. نخطئ في ظننا ... فما وصلنا إليه لا يكون إلا تخمة كاذبة .. وتظل جمرة الجوع الخبيثة متوارية ومتقدة .. ومستعدة لإشعال النار من جديد ...إطفاء غريزة الجنس على عجل .. يورثنا الإحباط والرفض والألم ... ومزيد من الجوع الذي يتوق للوصول إلى نقطة نحسها حتى نكاد نلمسها ... ثم نجد أنفسنا ابعد ما نكون عنها ... فالجنس كالأكل .. يحتاج إلى تأن وتمهل حتى نستطيع التمتع بالمذاق والنكهة المتفردة قبل الوصول إلى مرحلة الشبع ...
غريزة الحياة نفسها ... يجب أن تطفأ كل مرحلة منها ببطء ... كل مرحلة يجب ان تعاش بعمق متمهل ... مع تفادي محاولات القفز بزانة العمر من مرحلة إلى أخرى الى الامام او في الاتجاه المعاكس في سباق حميم للفوز بكل المتع ... كل مرحلة يجب أن يطفأ لهيبها بماء الحكمة الذي يحارب لهب التسرع والغباء ويخمد نار الغضب والحقد والغيرة والكراهية .. فلنتاكد من اطفاء جذوة كل مرحلة بما يليق بها .. والانتباه لتلك الجمرة الصغيرة المتوارية التي تسعى لاشعال نار الفتنة بين الواقع والأمنيات ...إذن ... فلنطفئ حرائقنا الكبيرة على مهل ... بلا استعجال .. حتى نأمن غدر اللهب ومكره ...

No comments: