Followers

Thursday, March 12, 2009

وعكة عاطفية ....

عندما نصاب بوعكة صحية تكون الأعراض واضحة لنا ولغيرنا ... وتتفاوت في حدتها حسب نوع المرض ما بين الوهن والحمى ... الإعياء والاقياء ... الرعشة والسكون ... التعرق والخمول ...الوعكة العاطفية لها نفس الأعراض .. ويكمن الفرق بينها وبين الوعكة الصحية إن أعراضها تتعمق وتفتك بالدواخل ... أكثر بكثير من تأثيرها الخارجي ...الوعكة العاطفية تصيبنا بوهن الروح وحمى الخيال ... تملأنا بإعياء الشك واقياء الغيرة ... تصيبنا برعدة الشوق وخوف الفراغ ... تجعلنا نتعرق المأ من إرهاصات النهاية بينما يصفعنا خمول الحواس المرافق للفراق ...

نحن نعيش زمن الوعكات العاطفية ... زمن العواطف المزيفة ... زمن اغتيال المشاعر الصادقة التي أصبحت مثل المخلوقات النادرة المهددة بالانقراض ... حتى بتنا نحتاج إلى محمية عاطفية يمنع فيها صيد المشاعر وجرح الأحاسيس .. محمية يتعايش فيها صخب أرواحنا مع شراسة رغباتنا مع تعقيدات همومنا وأسبقيات أولوياتنا .. مع كثافة مشاعرنا تجاه آخر .. واحتياجنا إليه ....نحتاج إلى محمية عاطفية تقينا خطر الصيد الجائر على أيدي راغبي متعة القتل لأجل القتل ...نحتاجها كي تكون هناك مساحة آمنة تكبر فيها المشاعر بلا خوف .. نحتاجها ... كي لا تنقرض عواطفنا ...

الوقوف ... في مهب جرح ...

عندما يذبح الطير ... يقدم أحلى رقصاته ... عندما ينحر الجمل ... يبكي آخر دمعاته التي تنحدر بكبرياء صامت ... وهي تلعن غدر النصل دون أن تفطن لليد الممسكة بالنصل ...عندما يقطف الورد ... يعلن طقوس احتضاره بمنحنا آخر دفقات عطره ... ففي حضرة الألم ... غالبية الأشياء تكتسب قداسة وترفعاً ..وعند الوقوف في مهب جرح .. ننسى من تسبب بجرحنا وننشغل عنه بألم الجرح ومحاولة تخطيه ...في دروب الحياة ... وخلف كل منعطف ... يوجد مهب جرح ... تعصف بنا ريحه وتجاهد لاقتلاعنا من كل الأشياء الجميلة التي نؤمن بها ... أحيانا يجاملنا القدر ويضع لنا علامات حتى وان كانت مبهمة عن احتمال وجود مهب جرح في طريق اخترنا أن نمشيه ...وكثيراً ما يمعن في القسوة .. ويمهد لنا درباً نظنه خالياً من العوائق ... فنسير فيه باندفاع عجول .. ليفاجئنا مهب الجرح في لحظة لم نتوقعها أبداً ...
مهبات الجروح أصبحت كثيرة لدرجة يصعب إحصائها ..وتنوعت ما بين : خيانة حبيب ... خذلان صديق ... موت أحلام ... انتحار أمنيات ... انهيار قيم ... تدحرج مثل ... الخ ... كثيراً ما فاجئني مهب جرح حيث لا أتوقعه ... وكادت ريحه أن تقتلعني ... كثيراً ما حاربت بضراوة كي لا أغلق الباب .. وأستريح .. إغلاق الباب في مهب جرح يعمقه ... ويزيد ألمه ...اعتدت أن افتح أبوابي عند وقوفي في مهبات الجروح ... اعرضها للهواء .. امنحها المزيد من الأوكسجين النقي ... علها تجف وتبرأ ...انتظرها بصبر حتى تلتئم .. ولا اجزع من الندبة التي تخلفها ... فكل ندبة هي علامة انتصار ... هي ذكرى جرح لم يستطع قتلي .. بل منحني الوقوف في مهبه مزيداً من القوة ...أيها الواقفون على مهبات الجروح ... كونوا أقوياء ... وتذكروا أن غالبية الأشياء تكتسب قداسة وترفعاً ... في حضرة الألم ...

إنكفاءة الصمت ...

يربطني عشق غريب مع كل ما هادئ ومنخفض ... خصوصاً الأصوات .. يزعجني الضوضاء .. يفزعني ... ويجعل خلايا عقلي ترتج ... عشقي للهدوء طال كل شئ حتى فصول السنة ومناخها ... بت اكره الصيف لأنه فصل الأصوات العالية والضجيج ... وأعشق الشتاء لأنه فصل السكون .. الضوضاء يلوث أذني .. يخنقها ... ويمنع عنها القدرة على التجاوب مع المحيط الذي يجاورها .. الصمت يمنحني سكينة وصفاء لا حدود لهما ...لذلك ... أمارس صمتي أمام كل الأشياء التي اعشقها .. وأعيش متعة ( صمت الرفقة ) مع أصدقائي الحميمين ... لان الصديق الحميم وحده من يفهم أن صمتي في وجوده هو تقدير لا حدود له ...مع الغرباء نفتعل كثير من الضجيج لنغطي جهلنا بهم وعدم قدرتنا على التعامل معهم إلا بوجود طرف ثالث يكون وسيطاً مهمته فتح قنوات التواصل وتسهيل إجراءات التعامل ...مع الأصدقاء ارفع شعار ( الوسطاء يمتنعون ) ... واختزل صخب العبارات في كلمة واحدة ... أو همسة ... أو صمت .. أدرك بان صديقي يفهمه ... ويقدره ...
اندهش من إحساس البعض بالغضب والاهانة أمام صمت احدهم في حضرته ... كأَن الكلام قد أصبح دليل محبة واحترام !! ....في زماننا هذا ... يتسابق الكل لإصدار أعلى الأصوات وملء الكون ضجيجاً صاخباً ... ويتساوى في ذلك البشر والآلات .. في زماننا هذا ... أصبح الصمت عملة نادرة لا تجد من يقدرها حق قدرها ...فيا محبي الضجيج والأصوات العالية .. جربوا متعة الهمس .. والصمت في حضرة بعض الأشياء .. لتكتشفوا بهجتها ...

Wednesday, March 11, 2009

عندما تخمد الحرائق الكبيرة ...على عجل ...

للنار شهوة لانهائية للافتراس والقتل والتدمير ... وللهب جوع دائم ومريض ...عند إندلاع الحرائق الكبير .. يهب الجميع لإطفائها على عجل ... ويصبح الصراع بين الماء والنار لعبة حياة أو موت ... لا تنتهي إلا بفناء احد الطرفين مخلفاً وراءه خسائر عنيدة ... ومفضوحة ..في حموة القتال بين أصل كل شئ واصل الشياطين ... تصبح العجلة هي ديدن الطرفين .. وغالبا ما تكون الغلبة لأصل الأشياء ... ففي النهاية ... النار ان لم تجد ما تاكله تاكل نفسها .. حتى تفنى فيها ... تعجل الماء لإنهاء الصراع قد يؤدي به إلى إغفال جمرة صغيرة توارت بسؤ نية مبيت بانتظار هذه الفرصة .. وفي لحظة غفلة نبتت من بطن احساس النصر الكاذب ... تعيد نفخ روحها الخبيثة وتعاود الاشتعال في محاولة لإشباع جوعها الملعون ... وهكذا تستمر الحرب بين الماء والنار إلى ما لا نهاية ...
نحن البشر أيضاً لنا حرائقنا التي تشتعل بداخلنا ونعجز أحياناً في السيطرة عليها ...ولا يكون أمامنا سوى خيارين ..إما أن نتركها تقضي على الأخضر واليابس وتحيلنا إلى بقايا مدمرة وحطام اسود لا يصلح لشئ ..أو نحاول إخمادها على عجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وتلافياً للخسائر ... دون أن ننتبه لتلك الجمرة الصغيرة المتوارية بخبث تحت الأنقاض ..الأذكياء فقط هم من يطفئون نارهم بتؤدة .. ويعاملونها بما يليق بها من حرص حتى يامنوا غدرها .. كل الحرائق لابد وان تطفأ على مهل .. وخصوصاً حرائق الغرائز ..إطفاء غريزة الجوع على عجل يضعنا في مرتبة اقل من الحيوان ... لأننا نأكل دون أن نعي ما نأكله ..لا نتوقف عند مذاق أو نكهة .. ولا يهمنا مظهر أو محتوى ... وعندما نظن أننا وصلنا إلى الشبع .. نخطئ في ظننا ... فما وصلنا إليه لا يكون إلا تخمة كاذبة .. وتظل جمرة الجوع الخبيثة متوارية ومتقدة .. ومستعدة لإشعال النار من جديد ...إطفاء غريزة الجنس على عجل .. يورثنا الإحباط والرفض والألم ... ومزيد من الجوع الذي يتوق للوصول إلى نقطة نحسها حتى نكاد نلمسها ... ثم نجد أنفسنا ابعد ما نكون عنها ... فالجنس كالأكل .. يحتاج إلى تأن وتمهل حتى نستطيع التمتع بالمذاق والنكهة المتفردة قبل الوصول إلى مرحلة الشبع ...
غريزة الحياة نفسها ... يجب أن تطفأ كل مرحلة منها ببطء ... كل مرحلة يجب ان تعاش بعمق متمهل ... مع تفادي محاولات القفز بزانة العمر من مرحلة إلى أخرى الى الامام او في الاتجاه المعاكس في سباق حميم للفوز بكل المتع ... كل مرحلة يجب أن يطفأ لهيبها بماء الحكمة الذي يحارب لهب التسرع والغباء ويخمد نار الغضب والحقد والغيرة والكراهية .. فلنتاكد من اطفاء جذوة كل مرحلة بما يليق بها .. والانتباه لتلك الجمرة الصغيرة المتوارية التي تسعى لاشعال نار الفتنة بين الواقع والأمنيات ...إذن ... فلنطفئ حرائقنا الكبيرة على مهل ... بلا استعجال .. حتى نأمن غدر اللهب ومكره ...

** صفقــة مــع غيمــة ...


ذات عمر .. وبينما كنت افترش الأرض بزهد مريح ... وأتأمل السماء بصمت مبهور ... طالعتني غيمة
كانت بيضاء كندف ثلج تآمر مع لونه لتكدير صفو الزرقة التي تحيط به .. كانت موحية .. غامضة ... متحدية ... مبهجة .. متعرجة كثنايا الروح ... مأخوذة بنفسها عما حولها .. مغرورة بجمالها ..
أسرتني بسحرها .. وطفقت أتابع بتركيز حركاتها المتموجة ...
وفجأة .. بدأت تتحول إلى ملامح وجه أكاد اعرفه .. وجه يبتسم لي بالفة وحنان وعيناه تغمزانني بشقاوة ..
وجه يدعوني لحبه ...
بادلتها الابتسام ... والحب ...
فتحت لها قلبي المتعب .. وأخبرتها بكل أسراري ... ترافقنا لزمن طويل ... وعندما حان وقت الفراق طلبت منها أن نعقد صفقة ...
سألتها أن تصبح صديقتي المفضلة .. وان لا تتخلى عني أبداً ...
طالبتها أن تعود لتراني كل يوم في نفس الزمان والمكان .. تمنيت عليها أن تخصني وحدي برزازها ...
وعدتها أن التزم بالحضور يومياً لرؤيتها والتسامر معها ... وبأنني سوف احمل لها كل يوم سراً جديداً ...
وافترقنا على وعد اللقاء ...
في اليوم التالي ... انتظرت طويلاً .. لكنها أخلفت وعدها لي ...
التمست لها الأعذار ... ربما تأخرت في الطريق ... ربما عاندتها الريح ... ربما ... وربما ...
وعلى وقع الأعذار ظللت أدوام على الحضور يومياً إلى نفس المكان ... وفي نفس الزمان ...
لكنها لم تحضر قط ...
زارتني مئات الغيمات .. إلا هي ... وهطلت على وجهي آلاف القطرات .. ولم تكن منها ...
فانا اعرف غيمتي جيداً .. واستطيع أن أميزها من بين ملايين الغيمات ...
غضبت ... تألمت ... بكيت ... ثم وعيت الدرس ...
أدركت أن عقد صفقة مع غيمة ومحاولة احتجازها بدعوى الصداقة أو حتى الحب ... هو قمة الغباء ...
الغيمة وحدها هي التي تقرر أين ومتى .. وعلى من ستصب رزازها ...
ومن بعدها ... اعتزلت مصادقة الغيوم ...
وبت اعاتب رزاز كل المطر
...

** وعكــة عـاطفيــة


عندما نصاب بوعكة صحية تكون الأعراض واضحة لنا ولغيرنا ... وتتفاوت في حدتها حسب نوع المرض ما بين الوهن والحمى ... الإعياء والاقياء ... الرعشة والسكون ... التعرق والخمول ...
الوعكة العاطفية لها نفس الأعراض .. ويكمن الفرق بينها وبين الوعكة الصحية إن أعراضها تتعمق وتفتك بالدواخل ... أكثر بكثير من تأثيرها الخارجي ...
الوعكة العاطفية تصيبنا بوهن الروح وحمى الخيال ... تملأنا بإعياء الشك واقياء الغيرة ... تصيبنا برعدة الشوق وخوف الفراغ ... تجعلنا نتعرق المأ من إرهاصات النهاية بينما يصفعنا خمول الحواس المرافق للفراق ...
نحن نعيش زمن الوعكات العاطفية ... زمن العواطف المزيفة ... زمن اغتيال المشاعر الصادقة التي أصبحت مثل المخلوقات النادرة المهددة بالانقراض ... حتى بتنا نحتاج إلى محمية عاطفية يمنع فيها صيد المشاعر وجرح الأحاسيس .. محمية يتعايش فيها صخب أرواحنا مع شراسة رغباتنا مع تعقيدات همومنا وأسبقيات أولوياتنا .. مع كثافة مشاعرنا تجاه آخر .. واحتياجنا إليه ....
نحتاج إلى محمية عاطفية تقينا خطر الصيد الجائر على أيدي راغبي متعة القتل لأجل القتل ...
نحتاجها كي تكون هناك مساحة آمنة تكبر فيها المشاعر بلا خوف ..
نحتاجها ... كي لا تنقرض عواطفنا ...

Friday, February 27, 2009

أشياء مبعثرة

أنا والمطر ...

قبل عدة ايام .. خرجت قبل شروق الشمس بقليل في طريقي الى عملي .. ما ان وطأت قدمي ارض الشارع خارج البناية حتى فوجئت بدفقات من الماء تصافح وجهي بمباغتة حميمة ..
انتفضت .. ذعرت وانا افكر في المسافة الطويلة بين مكاني وموقف السيارات .. نظرت حولي فوجدت وجوه واجمة .. غاضبة .. ممتعضة .. خطوات مترددة ما بين اقدام واحجام ..
نظرت الى ساعتي بقلق وانا افكر دفتر التوقيع الذي سيختفي خلال ربع ساعة من الآن ... وورقة الاستفسار الرسمي التي تنتظرني في حال تاخري ...توكلت على الله وخرجت الى الشارع المبلل وانا اتبنى تعبيرات الوجوه التي تمر بي ...
ما ان تمددت خطواتي على الطريق ..حتى تغير احساسي ... كانت القطرات تهطل بحنان وتمسح عن وجهي تقطيبة القلق على حذائي .. وعباءتي .. وحقيبة يدي .. والطرحة في راسي ...
بدات استمتع بملمس الماء المخملي .. ورائحة الانتعاش التي ملات الجو بعبير غامض يحمل عبق السماء..
تباطأت خطواتي ,, مشيت على مهل وانا ارفع وجهي ليستقبل مزيد القطرات ..
احسست كأنني اغتسل بماء الجنة واتطهر من ذنوبي وهمومي وعثراتي ..
ارتسمت ابتسامة عريضة على وجهي ...
كانت الوجوه الممتعضة ترقبني بدهشة .. وكل يغطي راسه بما توفر في يده في تلك اللحظة ..
بادلتهم دهشتهم بمزيد من الابتسام وخطواتي تتراقص مع وقع زخات المطر ..
ثم لدهشتي انا اختفت تعابير الامتعاض .. بادلوني ابتسامتي وبدات الصحف واكياس البلاستيك تنحسر عن الرؤوس التي ارتفعت ببهاء لتستقبل الدفقات الناعمة ..
ما اجملنا عندما نتآلف مع هبات الطبيعة بلا غضب ولا توجس ..
ما اروع رائحة المطر .. ما ارق ملمسه .. ما احن صوته .. ما انعم تاثيره على حواسي ...
كم اعشق المطر ...

أشياء مبعثرة


بعد أن تخبو نار الحب .. هل يمكن أن يتحول رمادها إلى صداقة ؟؟!!


كتبت أحلام مستغانمي في روايتها ( فوضى الحواس )
في تمويه لإخفاقات عشقيه .. عرضت عليه يوماً أن يصبحا صديقين أجابها ضاحكاً " لا اعرف مصادقة جسد اشتهيه "انتهى ...
يا لها من امرأة كاذبة ... ويا له من رجل صادق ...
قياساً على ذلك اعتبر أن أي طرف يطلب الصداقة أو يسعى إليها بعد انطفاء جذوة الحب هو شخص كاذب ومنافق ...
في كل الأحوال تتحول النار في النهاية إلى رماد ... ولكن من المستحيل أن ينجب الرماد شيئاً غير الرماد ...
الحب يخلق الشهوات .. شهوة التواصل الروحي والحسي ... شهوة الانتماء ... شهوة الامتلاك ... وشهوات أخرى قد تترجم إلى أفعال .. وقد تظل في خانة الأمنيات المسجونة لاعتبارات تتعلق بالأشخاص وظروفهم ...
الصداقة تختلف في نوعية المشاعر التي تولدها داخل الإنسان خصوصاً إذا تم التعامل معها بدون أي اختلاطات أخرى ..
قد يكون الحب العفوي بعد الصداقة أجمل أنواع الحب .. لأنه ينمو ببطء .. ولأنه يدرك مكامن الضعف قبل القوة .. لانه يكون متفهم .. متسامح ... هادئ ... ومتزن ...
ولكن كيف لإحساس كان كالمحيط الهادر ... سمته صخب السطح والأعماق ... أن يتحول إلى صفحة هادئة رتيبة خاصمتها الأمواج وماتت أجمل مخلوقاتها ؟؟!! ...
موت الحب يولّد مرارات تعلق بالفم .. وبالذاكرة ...
وطلب الصداقة بعد انتهاء الحب .. طلب أناني .. بليد .. خال من الإحساس ... ويحتاج إلى ساحر متمرس ..
وإلا كيف نستطيع أن نحول ماء في درجة الغليان إلى مكعب من الجليد في لحظة واحدة ؟؟!! ...
صداقة بعد الحب ؟؟!! يا له من وهم كاذب ....

أشياء مبعثرة

احتاج إلى ... بيتنا ...


أحتاج إلى حنان أمي ... رائحة أبي ... ومناكفات شقيقاتي ..صخب صغار البيت .. ونسيان اسمي في خضم مناداتي بـ ( يا خالتو و ياعمتو ) ...
احتاج إلى طعم حياتي قبل عشر سنوات مضت ... قبل ان يغرز غول الغربة انيابه السامة في روحي و جسدي .. ويحولني الى كائن متوحد يجفل من الاصوات العالية .. والزحام والجو العائلي الحميم ...
كائن اعتاد الهدوء الممل .. والانعزال .. وبروتوكولات الزيارات بمواعيد مسبقة..
أسوا ما في الغربة انها تغير طباعنا ... ببطء ...و حقد ... واصرار مقيت ... تستغل غفلتنا وتكالبنا على سهولة حياة مؤقتة وخادعة ...وتنتزع منا كل ما هو جميل وتحوله إلى ذكريات ما تلبث ان تبهت ليحل محلها واقع ماكر ...
كلما طال غيابنا عن عالمنا المالوف ... كلما تسللت طباع الغربة القبيحة إلى دواخلنا وأحكمت سيطرتها علينا ...
كلما تباعدت خطانا عن الجذور ... كلما ترعرعت أعشاب الجفاء السامة وتسلقت شجرة العمر وأصبحت جزءاً أصيلاً منها ...
تداهمني نوبات هذه النوستالجيا حين لا أتوقعها .. فتصبح كإعصار يكتسحني .. ويقلب كياني رأساً على عقب يدمر ثباتي المصطنع ... ويعيدني طفلة صغيرة تخاف العواصف وتبحث عن الدفء وتتمسك بطرف ثوب أمها حتى لا تتوه وسط الزحام ...
ثم تمر نوبة الحنين بعد أن تخلف وراءها حسرة على ما مضى .. وخوف مما هو آت ...وتعود إلى الواجهة تلك المرأة العملية .. الواثقة ... القوية .. الباردة ..
وهكذا تمضي الحياة .. نوبات حنين حار .. تعقبها حالة تأقلم حاد ...
ما أقبحك يا غربتي ... كم اكرهك يا غربتي ...

اشياء مبعثرة

احتاج الى بوصلة ...

احتاج الى بوصلة خارجية تحدد لي مسارات طرق حياتي التي اصبحت متقاطعة ومتفرعة ومتشعبة بشكل مزعج افقدني قدرتي على تمييز الشمال من الغرب والجنوب من الشرق ...
أظن بان بوصلتي الداخلية اصابها التوهان لكثير من الاسباب ..
احيانا عندما تستعر الحرب بين القلب والعقل .. تتوه البوصلة .. عندما يتعارض العام مع الخاص .. تتوه البوصلة ...
عندما تحاول دمج الخطوط المتوازية ... وفصل الخطوط المتقاطعة .. تتوه البوصلة ...
عندما تشتد عواصف الحيرة وتزعزع جدران اليقين ... تتوه البوصلة ...
عندما يسيطر الغضب ويغيب المنطق .. تتوه البوصلة ...
بوصلتنا الداخلية هبة ربانية منحها لنا الخالق عز وجل حتى نستطيع الاهتداء في دروب الحياة ...
اجتياز صحاريها وقطع بحورها وتجنب مخاطرها ...
المحظوظ هو الذي يستطيع ان يحافظ على بوصلته من العطب أو تكون له القدرة على اعادتها اذا تاهت ...
أتمنى ان انضم الى فئة المحظوظين ... فاعيد اصلاح بوصلتي .. وأخاصم توهان خطاي ...

اشياء مبعثرة

الاحتياج رقم 2

أحتاج إلى حب رجل ... مميز


احتاج الى رجل يشبه اشيائي التي اعشقها ...
ملئ بالاسرار مفضوح النوايا ...
يحمل صفات عش العصفور وصلابة الجسور ...
يجيد العزف على اوتاري .. يعرف مفاتيح نغماتي الصحيحة ... ويملك القدرة على انتزاع قهقهاتي الشحيحة ..
رجل يستطيع ان يملا فراغاتي ... ويشاغب مساماتي ...
رجل يقرأني .. رجل يصبغ أعماقي الكالحة بألوان زاهية .. ويفرشها بحقول الفل والياسمين ...
رجل يجادلني باحترام .. يخاصمني بحنان ... يستفزني بحب ...
رجل ينسيني العالم الا هو ... رجل يختزل فيه كل الرجال ..
رجل يعرف معنى الحب .. يفهم جوهره ... يستوعب متطلباته ...
رجل يحبني كما انا.. بعيوب جسدي .. بملامحي العادية .. بحالات ضعفي الانساني ...
رجل شوقه نار تستعر فاحترق فيها انا كفراشة لا تملك الا الاحتراق ...
رجل حبه نور يبدد عتمة روحي ويملأها بالضياء ...
رجل رجولته حماية ووقاية وهداية ...
احتاج إلى حب رجل مميز ...
لا يوجد إلا في أحلامي ...

اشياء مبعثرة

احتياجات مبعثرة ....

الاحتياج رقم (1) احتاج ان ابكي

.. احتاج الى البكاء كما احتاج الى الماء والهواء .. كي افرغ كل الشحنات السالبة والموجبة التي تتصادم بداخلي وتولّد برقا عقيماً لا يستطيع ان يضئ ظلمة روحي ... رغبة البكاء تأتيني فجأة .. وتعبر حواسي كغيمة في خاطر المساء ... احيانا تعصاني دموعي .. تتخمني .. تخنقني .. تستعصم بالكبرياء وترفض ان تتعرى امام احزاني العربيدة .. اتحداها .. بحضور احد الافلام التي تعج بمناظر الحزن المصنوع بقطرات الجلسرين ..فتنزل طواعية ... وبغزارة ...يا لها من دموع غبية .. لا تستطيع ان تفرق بين الحقيقة والخيال ... أظن ان دموعنا تشبهنا .. تصدق الاكاذيب برغم علمها بانها اكاذيب ... وترفض الحقيقة برغم اقتناعها بانها حقيقة ...

اشياء مبعثرة


شظايا.. بشرية ...

حينما تنفجر قنبلة .. يطلق على مكوناتها التي تتطاير كلمة شظايا ..عندما ينكسر إناء زجاجي ويتفتت .. نطلق علي أجزاءه كلمة شظايا ...فهل يمكن ان نطلق هذا الوصف الموحي على وضع معين لانسان ؟؟ هل يمكن ان يتحول اللحم والدم الى شظايا ؟؟
بالطبع لا ...ما اقصده بالشظايا البشرية هي تلك البقايا الجارحة المدببة التي تصيبنا عند انكسار قلب .. وتفتت روح ...
هل امعنتم النظر يوماً داخل عيون حزينة .. مفجوعة ... لا اظن .. فكلنا نتفادى النظر الى هذه العيون .. ونكتفي عادة بلمحة خاطفة خوفا من ان تصيبنا شظايا الوجع الصادرة منها بجروح مؤلمة ...
هل حاولتم يوماً ترميم شظايا قلب مكسور ؟؟!! ... هل ساهمتم في لملمة شظايا روح معذبة ؟؟!! ...هل هناك امل في اعادة انسان الى حالته الطبيعية بعد ان تحول الى شظايا ؟؟!!
كم احتاج الى معرفة اجابة هذا السؤال ....

اشياء مبعثرة


الكتابة في الانترنيت ... مرآة غير عاكسة .. أو .. سؤ فهم اسفيري ...

في عالم الانترنت قليلون هم من يدخلونه من دون قناع ...قد يكون القناع اسم مستعار .. قد يكون شخصية مستعارة .. قد يكون اخلاق مستعارة .. قد يكون اسلوب مستعار ...ما فائدة الاقنعة ؟؟!! ... لا اظن ان هناك سبب لارتداء الاقنعة ... غير التخفي ...
لماذا يتخفى البعض خلف اسم مستعار او شخصية مستعارة او اخلاق مستعارة .. او اسلوب مستعار ؟؟!! .. هل هو لدرء ضرر ؟؟ ام لاحداث ضرر ؟؟...
تختلف الاسباب من شخص لآخر .. البعض يظن ان القناع بما يكفله من اخفاء يمنحه حرية لا يستطيع ان يمارسها لو كتب باسمه الحقيقي .. حرية النقاش باي اسلوب يراه مناسباً له .. حرية التعبير عن اراء وافكار قد لا تجد القبول لدى الآخرين .. حرية الطرح بدون قيود .. حرية السب والشتم .. حرية الغزل والتحرش .. حرية الانتحال والغش والخداع ... اذن نحن امام حالة جبن صريحة لشخصية لا تستطيع مواجهة افعالها ولا ردود الفعل الناتجة عنها ...
البعض الآخر يتخفى لاسباب منطقية .. فهو لا يكتب ما يسئ لاي كان .. وتتميز كتاباته بالعقلانية والجدية .. يكون طرحه مفيدا وخلاقاًَ .. لكنه يقرر التخفي خلف قناع الاسم المستعار لاساب شخصية لا علاقة لها بما يكتب .. فبعض الاسر ما زالت تتحفظ على رؤية اسماء بناتها / ابنائها علناً .. بعض الازواج يرفضون رؤية اسماء زوجاتهم .. بعض النساء غيورات على رجالهن .. الخ ..وان كان الامر لا يعني الكثير بالنسبة للرجل .. لان المجتمع اعطاه رخصة ازلية بممارسة كل ما يحلو له دون خوف الحساب !!! ...
السؤال هو : هل تعتبر حروفنا مرآة عاكسة لنا ؟؟!! ..هل يمكن ان يجنبنا ما نكتب سؤ الفهم الاسفيري ؟؟!! ..لماذا يتعامل البعض مع الكاتب /ة كأنه انعكاس مطابق لما يكتب سواء ان بالسلب او الايجاب ؟؟!! ..
فعل الكتابة خاضع لحالة الكاتب ساعة حدوثه .. ففي ساعة كآبة قد تقطر الحروف حزناً .. وفي ساعة فرح تتقافز الكلمات وتنشر البهجة .. في ساعة شغب ..قد تصبح الحروف شبقة ماجنة ومجنونة .. لكنها في النهاية تظل احوال بشرية غير ثابتة ..ولا تمثل الشخص .. بل تمثل حالته لحظة الكتابة ...
هل نملك حق محاكمة بعضنا البعض بحروفنا ؟؟!!
تحضرني اجابة مليئة بالتناقض ... تدهشني انا شخصياً ..
نعم ... ولا ... الاستتار خلف الاقنعة لا يعطي لاحدهم حق المساس بمسلمات شخص آخر .. مثل عقيدته وعرضه وخصوصية حياته .. في هذه الحالة يجب ان يحاكم الكاتب .. ويحاصر .. ويرفض ...
اما اذا كانت الكتابة تعبير عن واقع .. او احساس .. او توصيف لحدث .. او نقاش لحالة ... مهما كانت حساسة .. فلا يجب ان نخضعها للمعايير التقليدية ... طالما ابتعدت عن السوقية والتزمت بلغة راقية تستطيع ايصال المعلومة مباشرة ودون ايحاءات تفتح المجال لكل ذي حاجة ...
وجع الكتابة .. وسؤ الفهم الاسفيري .. مرآتنا غير العاكسة ....حيرتنا فيما نكتب .. والخطوط الحمراء .. لنا ولغيرنا ...

لـــــــذة الخـــــوف

الخوف ... ذلك الشعور البدائي الضاغط الذي يجعلك تفقد السيطرة على التناغم الحركي لجسدك فيندفع دمك حتى تخاله سوف يخرج مندفعاً من مسامك ... وتتعالى دقات قلبك حتى تصم اذنيك ... يتقطر عرقك وتتراوح درجات حرارة جسدك ما بين الرعدة والانكماش ...كلنا نخاف .. لا فرق بين احساس الكبير والصغير بالخوف .. يكمن الفرق في مسببات خوفنا وكيفية التعاطي معه ..
الخوف احساس حمائي لمواجهة اخطار مؤكدة او محتملة ... وهو شعور طبيعي ما لم يصبح مفرطاً ويتحول الى ما يسمى بـ ( الفوبيا ) والتي تعرف على انها خوف مرضي من شئ بعينه ... بعض الناس يعاني فوبيا المرتفعات .. والبعض يعاني فوبيا العناكب .. الزحام ... الاماكن الضيقة .... الظلام ... والقائمة تطول لتشمل اشياء قد لا تخطر على بال احدكم ...
لكن .. هل يمكن ان يكون للخوف لذة نستشعرها ونسعى اليها ؟؟!! اظن ان بداخل كل منا جزء يستمتع بهذا الشعور ... لانه يمدنا باحاسيس لن نختبرها الا بوجوده ... لهذا السبب يعشق البعض افلام الرعب ويحرص على حضورها ... ويستمع بدخول البيوت المهجورة ذات السمعة المخيفة .. ومطاردة الاشباح .. واستحضار الارواح .. والتوغل بين قاطني عالم القبور وسكانه الابديين ...
وعاشقي الخوف ينقسمون الى فئتين ... فئة تعيشه فقط ... وفئة تصنعه ... الفئة التي تستمتع بمعايشة الخوف لا تتعب نفسها كثيراً في تقصي اسباب لذتها االسادية .. وتكتفي بالمعايشة اللحظية المرهونة بانتهاء الحدث المخيف .. فهم في مأمن طالما بمقدورهم انهاء جرعة الخوف في اللحظة التي يرغبونها ...
الفئة التي تصنع الخوف هي الاخطر لان الاحساس بلذة الخوف لديهم مرتبط بمقدار الاذى الذي يمكنهم صنعه واغراق الطرف الاخر فيه ..هؤلاء لا حدود لهم .. وينبغي لنا ان نخاف منهم .. وعليهم ...
من وقت لآخر احب ان اذكر نفسي بلذة احساس الخوف ووقعه على حواسي ...فاتعمد فتح احدى القنوات وابحث عن فلم ملئ بالمؤثرات الصوتية المرعبة .. المناظر الغامضة التي تثير في نفسي توقعاً مبهماً ... وذلك بعد ان أتاكد من ان جهاز التحكم على مرمى ضغطة من يدي .. في اللحظة التي يتغلب فيها احساس الخوف على اللذة الغامضة التي تصنعه .. اضغط الزر .. وانهي حالة خوفي ...
لذة الخوف .. هل اختبرتموها .. يا له من احساس !!! ...

اشياء مبعثرة


** عـطــر الأمـاكــن ... والحنين إلى أشياء تافهة ....

ما أجمل الحديث عن الروائح .. جميلها وقبيحها ... وتأثيرها السحري على حواسنا وذاكرتنا ... قدرتها على نقلنا من مكان إلى آخر ونحن لا نزال في نفس الموقع المادي ... يقال أن الذاكرة الحسية هي الأقوى لارتباطها بذكرى تتجدد بتجدد أسبابها ...
أحيانا أكون في عجلة من أمري .. تتسابق خطواتي مع الرصيف في آلية فرضتها علينا ظروف الحياة وإيقاعها السريع ... فجأة .. ومن وسط زحام المتدافعين تغزو انفي رائحة عطر مألوف .. فتتثاقل خطواتي إلى حد التوقف التام وأنا ابحث بلهفة عن صاحبته .. تدور نظراتي بيأس في الجموع التي أصبحت تدور من حولي بعد أن تسمرت مكاني بفعل انجرافي مع ذكريات مكان آخر وزمان آخر كان فيه لهذا العطر حضور قوي ...أفيق من جمودي وهدير ذكريات على دفعة قوية من عابر مغتاظ .. فأواصل طريقي تتبعني الرائحة والذكريات ...
الروائح تولّد بداخلي حنين إلى أشياء مبعثرة .. غير مترابطة ...
أينما شممت رائحة ( المحلبية ) أو ( الحنة ) أو ( الشاف المحترق ) أعود فورا إلى بيتنا ... وغرفة أمي بدفئها المميز في أمسيات الشتاء
الطويلة .. أحس كأنني ما زلت معها .. انظر بإشفاق إلى قدميها المرفوعتين فوق ( المبخر ) ذو الجمرات العنيدة التماسا لطرد برد الحناء ...

** رائحة ( الفول ) تأخذني إلى ناصية شارعنا حيث الدكان الصغير الذي تتربع في زاويته ( القدرة ) بحملها الحنين على البطن والجيب ... وأعود طفلة بضفائر وأقدام حافية معفرة تحمل ( جك ) البلاستيك بيد .. والنقود بيد أخرى .. تنتظر دورها بقلة صبر .. وعندما تحصل على نصيبها من الحبات البنية الشهية .. تمسكها بحرص بين يديها الصغيرتين وهي تسعى جاهدة لتفادي اللسعات الحارة ...

** رائحة اللقيمات الحار تنقلني إلى بوابة كلية التجارة بجامعة القاهرة فرع الخرطوم ... وجلستي المطمئنة في احد ( بنابر ) بائعة الشاي التي تراصت حولها بفوضى منظمة .. بعضها نسج بالحبال الخشنة .. وبعضها بسيور البلاستيك الأزرق المتداخل مع الأبيض ... في يدي كوب الشاي باللبن .. وأمامي على الطاولة الخشبية الصغيرة صحن ألمنيوم قديم به قطع اللقيمات المرشوش بالسكر الناعم ... أحيانا .. وعندما يفرغ الجيب .. يصبح لقيمات الصباح بديلاً لوجبة الفطور ويقيني عذاب الجوع حتى مواعيد عودتي إلى المنزل ظهراً ...

** رائحة الثوم المحمر في الزيت الحار ( القدحة ) تذكرني ببيت جدي لامي الحاج نجار عبد العظيم ( رحمه الله ) والطبيخ الشهي من يدي جدتي الحاجة فهيمه الريقي ( رحمها الله ) اثناء زيارتنا الأسبوعية إلى حي ( حلة حمد ) ببحري والتي لابد فيها من طبق الملوخية الشهير وقرينه الأرز الناصع البياض ...

** حتى الروائح النتنة ( والعياذ بالله ) لها ذكرياتها التي ترتبط بها .. وهذه تكون أكثر التصاقا لما تسببه من أذى نفسي يكاد يصل عندي إلى درجة المرض ... لا زلت اذكر حتى الآن رائحة ( جردل العيفونة ) في منزل خالتي بحي ( الدناقلة شمال ) وهتافنا نحن الصغار عند وصول السيارة الكبيرة بعمالها الذين يتولون رفع أبواب الحديد الصغيرة وسحب ( الجردل ) الملئ بالفضلات وتفريغه في مؤخرة السيارة التي تتحرك ببطء وهي تنشر رائحتها التي أظنها ما تزال عالقة بأنفي .. وكلما أتتني رائحة مشابهة .. تعيد إلي ذكريات طفولة شقية وممتعة قضيتها في تلك الساحة المربعة ببيوتها البسيطة ...

غريب هو ارتباط الروائح بالأمكنة في ذاكرتنا ... هذا الارتباط الغامض الذي يشعرنا بالحنين إلى أشياء تبدو تافهة في نظر البعض .. لكنها بالنسبة لأصحابها .. معين لا ينضب من ذكريات مميزة ..

اشياء مبعثرة


عصر الانحطاط ....

هل نعيش الآن في عصر الانحطاط ؟؟!!ما هو مفهوم الانحطاط ؟؟!!وكيف ندرك اننا وصلنا الى هذا المستوى المتدني ؟؟!!يؤكد المفكر الفرنسي روجيه جارودي أننا نعيش الآن عصر الانحطاط برغم التقدم العلمي والتكنولوجي المذهل الذي تحقق فيه ، لأن التقدم العلمي والتكنولوجي لا يصنع حضارة إذا لم يرافقه تقدم في كل العلوم والآداب والفلسفات والفنون ...فلنبدا بالعلوم ... هل يستخدم التطور العلمي الحالي لصالح البشرية ام لضررها ؟؟!!العلم الذي اوصلنا الى القمة في مجالات كثيرة .. هو نفسه العلم الذي استخدم للتلاعب بالجينات وعمليات الاستنساخ المثيرة للجدل .. هو نفسه العلم الذي استخدم لصنع فيروسات فتاكة واستخدامها كسلاح بايولوجي للقضاء على البشر .. هو نفسه العلم الذي استخدم لضنع القنبلة الذرية ...
التكنولوجيا .. اوصلتنا الى القمر وجعلتنا نلامس النجوم ... اختزلت المسافات والمساحات .. اختصرت الزمن وقلصت الكون ليصبح قرية صغيرة اذا عطس احدهم في اقصاها .. يسمعه الاخر في ادناها ...التكنولوجيا ... اداة للتجسس والغاء لحرية الافراد والدول .. وسيلة مساعدة للكسل وتهميش العنصر البشري امام سطوة الآلة ..
الفنون .. هل انقرض العظماء في مجال الفن ؟؟!! ... لماذا ما زلنا نعيش على امجاد بتهوفن وموزارت وشوبان ؟؟!! لماذا وصلت لوحات فان جوخ ومونيه الى اسعار فلكية ؟؟..
لماذا تحول الغناء الى صراخ مزعج برغم المحسنات التكنولوجية ؟؟
لماذا اصبح هندام الشباب عبارة عن ( هلاهيل ) بالكاد تستقر في منتصف المؤخرة وتظهر ما يجب ان يستر ؟؟
لماذا انقرضت عبارات راقية مثل ( شكراً ) و ( آسف ) و ( من فضلك ) ؟؟!!
لماذا اصبحت الاخلاق كلمة مطاطة تتمدد كل يوم لتشمل اشياء كانت بالامس القريب مرفوضة ومستهجنة ؟؟!! ...
انه عصر غريب ..ملئ بالتناقضات المدهشة .. الانفلات و التزمت .. الاحترام والابتذال ... القبح والجمال .. الخيبات الكبيرة .. والآمال اللامتناهية ...
لكن هل هو عصر الانحطاط ؟؟ ...
من يدري .. ربما يكون القادم اسوا .. او احسن ..
سنترك الحكم للاجيال القادمة حتى تحدد .. هل عصرهم هو الافضل .. ام عصرنا ...

اشياء مبعثرة


جريمة شرف ...

في مجتمع قروي محافظ ... يحاسب على السر قبل الجهر ... وعلى الهمسة والنظرة .. وعلى عدد خصلات الشعر خارج الخمار .. ومساحة الساق الظاهرة من تحت الثوب الطويل .. ولدت ( صالحة ) فكانت النسمة والبسمة والفرحة وسط خمسة من الذكور .. نشأت مدللة .. طلباتها أوامر ... رغباتها مجابة ...كبرت الصغيرة .. واصبحت قرة عين الاسرة .. في السابعة عشرة بدأ شئ آخر يكبر معها .. بطنها ...كان التضخم في البداية غير ملحوظ .. الا للام التي اصابها الجزع وهي تلاحظ ابنتها التي ما زالت تغير ملابسها امام والدتها بلا حرج .. كذبت عيناها ..وبدات تسال ابنتها بحذر عن اشياء كثيرة .. ودقيقة .. وفي قمة الخصوصية ... ضيقت عليها الخناق وتبدلت معاملتها لها الى قسوة وجفاف وسط دهشة الاب والاخوة الحانقين من اسلوب الام مع الابنة الوحيدة المدللة ...ثم بدا التضخم يصبح ظاهرا لعيون الكل .. وانقلبت حياة صالحة راساً على عقب ..بدات الهمسات تتطاير في المجتمع المغلق .. واصبحت الاشاعة عن انحراف ( صالحة ) تتحول الى يقين ... لم يعد الاخوة قادرين على التواجد في اي مكان ..اجتمعت الاسرة .. وقررت غسل عارها بدم الابنة الخاطئة التي اقسمت على طهارتها .. بكت واستعطفت .. صرخت وتذللت ...لكن لم يصدقها احد ... بطنها الدليل الحي على سقوطها .. امسك الاخوة الاربعة يديها وقدميها ... وقام الخامس بشق بطنها لاخراج الثمرة النجسة ... لكن لم يكن هناك ثمرة .. تدفق من بطنها المشقوق ورم ليفي ضخم ...جلس الجميع حوله ينظر اليه بحسرة .. وندم .. وخوف ...اثبت تقرير الطبيب الشرعي ان الفتاة ماتت عذراء .. وانا ما بدا كجنين ينمو .. لم يكن الا ورم تمدد داخلها .. تغذى على دمها .. وتضخم يوماً بعد يوم ...ما هو مفهوم الشرف في زمن اصبح فيه معنى الشرف مطاطي .. ونسبي .. وحسب مقتضى الحال ؟؟!! ...هل كل عذراء شريفة ؟؟!! ...وهل يمكن للشريفة ان لا تكون عذراء ؟؟!! ...فليساعدني احدكم على فهم طريقة تفكير الرجل الذي قد يقتل اخته او ابنة عمه لغسل عارها .. ثم يتسلل في جنح الليل لبيت رجل آخر لينتهك شرفه في اخته او زوجته او ابنته ...

اشياء مبعثرة

تجارب بليدة .... مكررة

كانت فتاة حسناء .. تملك كل ما يحتاجه الانسان لينجح .. ويحلّق في سماوات الفرح ...اوقعتها الاقدار في سكة رجل بدا لها حلمها الذي تجسد في هيئة بشر ... كان عيبه الوحيد انه انسان ( ملول ) ..لا يستطيع البقاء طويلاً في نفس المكان .. او تناول نفس الطعام .. او ارتداء نفس الملابس .. لم تهتم .. هذا عيب بسيط .. الزمن كفيل باصلاحه ...في يوم الايام اتاها بكل برود .. واخبرها بانه قد ملّ منها .. ولم يعد باستطاعته الاستمرار معها ...لملمت كرامتها وتركته ... بعد فترة طويلة او قصيرة .. تعرفت الى آخر .. اخبرها منذ اول لقاء بان لديه مشكلة .. ان استطاعت حلها فازت به ..." مشكلتي انني شخص ملول .. ان استطعتي ان تتحدي مللي سنبقى معاً "قبلت التحدي ... وبعد عدة اشهر اخبرها عن طريق اخرى حلت محلها بانها لم تستطع تبديد ملله ..انسحبت بصمت ... وهي تعد نفسها بعدم الدخول في تجربة بليدة مرة اخرى ...لكنها لم تفي بوعدها لنفسها .. واصبحت حياتها سلسلة من التجارب البليدة المكررة ..تخرج من واحدة لتدخل في اخرى .. مع اختلاف نوعية العيوب التي تسعى لاصلاحها وتفشل ...مع كل تجربة .. ينسحب جزء من روحها الى اعماقها تاركا تجويفا قبيحا .. مع كل تجربة .. باتت تفقد شيئا من ثقتها وعفويتها وحبها للحياة ...بعد تكرار التجربة للمرة الخامسة .. كانت طاقة الحياة قد نضبت من داخلها ...قررت ان تخوض تجربة اخيرة .. تجربة غير مكررة ... فانتحرت ...كانت حقاً تجربة جديدة وغير مكررة ... لكنها قمة في البلادة ...

اشياء مبعثرة



أحـــاســــيس .. معــبـــــأة ...

كان يا ما كان .. في قديم الزمان ... وسالف العصر والاوان .. عادة تدعى كتابة الرسائل .. كانت تتم في ورق ابيض او ملون ...سادة او مسطّر ... بقلم اسود او احمر او ازرق ... في باطنها تتشكل مشاعر واحاسيس لتصبح كلمات ... كلمات تتمتع بخصوصية فريدة .. وتحمل ملامح من كتبها ...أحبك ...أشتاق إليك ..انا غاضب منك ... انا حزين .. انا في قمة السعادة ...كلمات تتحول من مجرد طبعة حبر على سطح املس .. الى ابتسامة .. او ضحكة .. او حتى تقطيبة و دمعة ...اجمل ما في الرسالة انها تطوى .. تحفظ في مكان امين .. واثناء طيها .. تطوى معها المشاعر التي ولدّتها لحظة قراءتها ... بمرور الزمن .. تتعتق تلك المشاعر .. وتصبح لها رائحة .. وطعم .. يأتينا على عجل ما ان نعيد فض الورقة ... في الزمن الحاضر .. اصبحنا نعبر عن مشاعرنا ببطاقات مليئة بالكلمات الجاهزة ..ضغطة زر من فارة الكمبيوتر تعطيك الاف المواقع المتخصصة .. بطاقات معايدة .. بطاقات تعزية .. بطاقات تهنئة .. بطاقات مكتوبة بواسطة شخص غيرك ترسلها لمن تحب وتعبر له عن حبك وشوقك !!..
انه زمن زمن المشاعر المعبأة في بطاقات .. ومرسلة عن طريق رسالة هاتفية قصيرة ...احاسيس (Ready Made) ...نظيفة .. لم تختبر معنى الاتساخ ببقع الحبر من قلم تعاطف مع الحرف حتى ادماه فسكب قطراته في اصابع مرتعشة من اللهفة او الخوف او الالم او الوجد ...انه زمن الاحاسيس ( العابرة ) للمدن والقارات .. ففي صباح مميز ... تقرر ارسال رسالة نصية من هاتفك الى شخص مقرب اليك .. تكتبها بمشاعرك لتعبر بها عن احساس خاص ... من استلم رسالتك يعجبه فحواها .. وبلا تفكير يعيد ارسالها الى آخر .. في بلد آخر ... و الذي بدوره قد يعيد ارسالها الى آخرين ... في بلاد اخرى ...وتفاجأ بعد ايام برسالتك تعود اليك من شخص غير الذي ارسلتها له !!! ... فلا تملك الا ان تتساءل : هل احس كل من استلم هذه الرسالة باحساسك لحظة كتابتها ؟؟!! .. ولا تملك الا ان تحزن لان الرسالة التي اردت لها ان تكون خاصة .. قد تحولت الى احساس معلّب .. يتم تداوله بكل بلادة ...
هل انتهى زمن كتابة الرسائل ؟؟!! ربما لا .. بدليل وجود المؤسسات البريدية في كل مكان .. عن نفسي .. لم اجلس منذ زمن طويل لكتابة رسالة ... ليس عزوفا من جانبي .. ولكن خوفا من تعليقات مستلم الرسالة من شاكلة : لا حولا .. انتي لسة من زمن الجوابات ؟؟ ياخي انتي قديمة خلاص .. ما سمعتي باختراع اسمو بريد الكتروني ؟؟ رسائل نصية قصيرة .. دي حتى اسرع واوفر ...نعم سمعت بالبريد الاكتروني .. وكل يوم ارسل وأستقبل الرسائل النصية القصيرة على هاتفي ... لكن ...المشكلة أنني لا أجد فيهم عبق الورق المحمل بروائح من احبهم ... لا ابتسم وانا اقرا الخط المائل لاحدى صديقاتي .. او انتشئ باناقة خط الاخرى ... لا استطيع الاحتفاظ بهم لعشرين سنة قادمة حتى لو احببت .. حتى لو قمت بطباعتها .. لن تكون الرائحة نفسها .. ولا الخصوصية نفسها .. وسوف تصبح عينة اخرى من الاحاسيس المعبأة ...كم تشتاق يداي لملمس مظروف ياتيني عن طريق البريد .. افضه بفرح .. اقراه بنهم .. استنشق رائحته بشوق ... اتفاعل مع ما فيه بكل جوارحي .. عندما انتهي .. احفظه في مكان امين .. لاعود اليه حين حنين ...

اشياء مبعثرة


** عندما يتعلم الإنسان من .. نملة ..

وجدت الخبر منشور على استحياء في إحدى زوايا جريدتي المفضلة .. " فريق من العلماء الألمان يسعى لمعرفة كيفية تمكن فئات النمل من تسلق غصن رفيع صعوداً وهبوطاً دون أن يصطدم ببعضه بعضاً وذلك بغرض تطبيق مبادئ حركته على حركة السيارات التي تسير في الطرق السريعة " ... انشأ العلماء مزرعة نمل نموذجية بكل ما فيها من معابر وطرق .. ثم بداو في مراقبة الأنماط المرورية للنمل بعد أن وضعوا العديد من الاختبارات التي تعرقل السير في الممرات الضيقة .. أكثر ما أدهش العلماء هو قدرة النمل على تفادي الطرق المزدحمة وتحويل مساره إلى طرق بديلة دون أن يختل نظام حركته سبحان الله .. لقد اثبت النمل انه أكثر ذكاء من البشر في تنظيم الحركة .. وحقا يضع سره في اضعف خلقه .. اعتقد أن الحل الوحيد لازمة المرور واختناقات الشوارع في مكان .. أن تقلد نملة منصب وزير الطرق والمواصلات في كل دولة تعاني من مشاكل الزحام ...

اشياء مبعثرة


** الازمة المالية العالمية .. والبسطاء ...

الأزمة المالية العالمية التي هزت أركان الأرض من المحيط إلى الخليج .. زلزلت البورصات .. ورفعت معدلات الانتحار في الدول الغربية .. وأدخلت اقتصاديات اعتى الدول في دوامة ركود بدات تمتص كل شئ ... هذه الأزمة خرجنا منها نحن البسطاء الذين لا نملك حسابات في البنوك .. أو أسهم في البورصات .. أو عقارات مشتتة في جميع أصقاع الأرض .. بنتيجة تشبه بساطتنا .. وهي ان اقتصاد غالبية الدول يقوم على أكذوبة ويبنى على أوهام .. يستمر منتعشاً طالما صدق الناس الأكذوبة وتعاملوا مع الوهم كواقع .. وتنكشف سلسلة الأكاذيب إذا أحس بعضهم بأنها لم تعد تخدم مصلحته .. فيضغط زر صغير .. لينهار كل شئ مخلفا الحسرة والخوف .. والموت ... يا له من عالم يعشق الأكاذيب ويتغذى على الأوهام .... وما أسعدنا نحن البسطاء بما لا نملك ...

اشياء مبعثرة


**غضب الطبيعة .. وغرور البشر


الفيضانات والزلازل تجتاح العالم ..ثورات براكين .. أعاصير .. ارتفاع درجات الحرارة إلى أرقام قياسية .. ذوبان جليد تكون منذ ملايين السنين ..انهار تجف وبحيرات تختفي .. أنها الطبيعة تعلن غضبها على عبث البشر الذين ظنوا أنهم أمنوها وطوعوها بما أحرزوه من تقدم علمي وتكنولوجي ... الم يصعدوا القمر ويدرسوا تربة المريخ تمهيداً لغزوه ؟؟ .. الم يتلاعبوا بالجينات وخلطوا البشر مع الحيوانات ؟؟المثير في الأمر أن تأتي عاصفة واحدة فتدك الأرض دكاً .. وفي ثوان تختفي المباني بكل تكنولوجيتها .. ويختفي البشر بكل ما يحملونه من علم ... تختفي الحضارة الزائفة .. وتعود الأرض كما كانت ... بكر .. ندية .. متحدية .. مستفزة .. تعود لتهتز وتربا .. ثم تمنح البشر غواية تدميرها مرة أخرى .. متى نقتنع بضعفنا وقلة حيلتنا أمام قوى الطبيعة ؟؟ !! ... متى نتعلم بأننا مهما علونا .. نظل نحن الحلقة الأضعف في ناموس هذا الكون ...

اشياء مبعثرة



** غزة تنادي .. واااا إسلاماهـ ... وااااا معتصماهـ

غزة تموت جوعاً وبرداً .. والعرب صامتون .. لاهون ..مشغولون بمتابعة أخبار مهند ونور .. وإدارة صراعاتهم الصغيرة التي تفوق أهمية معاناة نساء وأطفال وعجزة يقتلهم الحصار ونقص الغذاء والدواء ... الحكومة الفلسطينية نفسها مشغولة عن شعبها بحرب السلطة وتقسيمات النفوذ .. لقد نست أن توجه حربها ضد عدوها الأصلي الذي احتل أرضها وقتل شعبها .. وتفرغت لمحاربة بعضها البعض .. وما بين صراع " فتح " و " حماس " ضاعت القضية .. ولا عزاء لياسر عرفات الذي أظنه يتقلب حزناً في قبره على ما يحدث لأبناء بلده من أبناء بلده ...هكذا نحن يا عرب ... نتفوق في مقدرتنا على طمس قضايانا المصيرية تحت أطنان من الخلافات الهامشية التافهة التي تمنح العدو كل ما يحتاج إليه لمحونا من الوجود ... أفيقوا يا فلسطينيين ... أفيقوا يا عرب .. أفيقوا يا مسلمين ..


** حلم .. لاجئ ..

بين فترة وأخرى تصفعني أخبار غرق سفن اللاجئين في بحر أو محيط أو قبالة ساحل كان الوصول إليه قاب قوسين أو أدنى .. هولاء التعساء الذين دفعوا كل ما يملكون وتدافعوا كي يحجز كل منهم مكان قبره في عمق محيط أو داخل بطن سمكة جائعة .. كانوا يحاولون الهرب من جحيم الجوع والفقر والإبادة .. ظنوا أن بوسعهم الإفلات من قبضة الموت داخل بلادهم .. لكن حكم الإعدام عليهم كان قد صدر في نفس لحظة هروبهم ... حكم بلا محاكمة ولا مرافعات .. التهمة كانت أفظع وأفدح من إمكانية انتظار المحاكمة ... التهمة كانت " الحلم " .. هؤلاء الفقراء المطحونون أدينوا بسبب عدم امتثالهم لمقولة " لا تحلموا بعالم سعيد "
فالحلم أصبح بمنأى عن الفقراء ..
الحلم أصبح حكراً للأغنياء ... والأغبياء ...

اشياء مبعثرة



**قرصنة


في الصدارة هذه الأيام أخبار قراصنة الصومال الذين قرروا أن أرضهم لم تعد تكفي لحربهم اللامنطقية فقرروا نقلها من البر إلى البحر .. وأشعلوا الشواطئ بعمليات اختطاف منظمة للسفن المارة .. أعادوا إلى الأذهان ذكريات الأزمان الغابرة .. عندما كان القراصنة ملوك البحار .. الفرق الوحيد أنهم لا يربطون أعينهم بعصابة سوداء ولا يحملون ببغاء أليف على أكتافهم .. قراصنة الصومال يستخدمون الأقمار الصناعية واحدث تطورات التكنولوجيا لمراقبة السفن المستهدفة .. أثار دهشتي خبر احتجازهم لسفينة أوكرانية تحمل على متنها 44 دبابة كانت في طريقها إلى جنوب السودان !!! ... وتساءلت .. الم تتوقف الحرب في الجنوب ؟؟ .. هل يحتاج الجنوب إلى دبابات أم إلى مدخلات تنمية تنهض بمجتمعه الفقير المنهك من سنوات الحرب الطويلة ؟؟ .. نقول شنو غير : " دة السودان ياهو دة السودان " ...

اشياء مبعثرة

هي خواطر لا يربط بينها أي رابط .. تأتيني على حين غرة .. وأنا أقرا .. أو أقود سيارتي وسط الزحام بلا هدف هربا من ملل خانق .. أحيانا تراودني أثناء وقوفي أمام مديري الصارم وهو يلقي إلي بتعليماته الواجبة التنفيذ في الحال ... أو أثناء جلسة صاخبة وسط الصديقات ... تتدفق في عقلي دون ان تهتم بمكاني .. او الزمن أو الظرف الذي اعايشه .. لذلك أسميتها أشياء مبعثرة ...

عناوين رئيسية .. وجانبية ...

بحكم التعود الذي وصل إلى درجة الإدمان .. لا استطيع أن أبدا يومي قبل قراءة الصحف .. أحيانا أضع أمامي ثلاث منها .. انتقل من صفحات واحدة إلى الأخرى لأقرا نفس الأخبار المكررة .. نفس الوعود الكاذبة من ساسة تجمدت تعابيرهم من كثرة الماكياج الذي يحسن مظهرهم دون أن يطال جوهرهم .. نفس الصراعات الغبية .. نفس التقارير التي ترفع مستوى الضغط والسكر في دمي وتخل بنظام دقات قلبي ...