Followers

Thursday, March 12, 2009

الوقوف ... في مهب جرح ...

عندما يذبح الطير ... يقدم أحلى رقصاته ... عندما ينحر الجمل ... يبكي آخر دمعاته التي تنحدر بكبرياء صامت ... وهي تلعن غدر النصل دون أن تفطن لليد الممسكة بالنصل ...عندما يقطف الورد ... يعلن طقوس احتضاره بمنحنا آخر دفقات عطره ... ففي حضرة الألم ... غالبية الأشياء تكتسب قداسة وترفعاً ..وعند الوقوف في مهب جرح .. ننسى من تسبب بجرحنا وننشغل عنه بألم الجرح ومحاولة تخطيه ...في دروب الحياة ... وخلف كل منعطف ... يوجد مهب جرح ... تعصف بنا ريحه وتجاهد لاقتلاعنا من كل الأشياء الجميلة التي نؤمن بها ... أحيانا يجاملنا القدر ويضع لنا علامات حتى وان كانت مبهمة عن احتمال وجود مهب جرح في طريق اخترنا أن نمشيه ...وكثيراً ما يمعن في القسوة .. ويمهد لنا درباً نظنه خالياً من العوائق ... فنسير فيه باندفاع عجول .. ليفاجئنا مهب الجرح في لحظة لم نتوقعها أبداً ...
مهبات الجروح أصبحت كثيرة لدرجة يصعب إحصائها ..وتنوعت ما بين : خيانة حبيب ... خذلان صديق ... موت أحلام ... انتحار أمنيات ... انهيار قيم ... تدحرج مثل ... الخ ... كثيراً ما فاجئني مهب جرح حيث لا أتوقعه ... وكادت ريحه أن تقتلعني ... كثيراً ما حاربت بضراوة كي لا أغلق الباب .. وأستريح .. إغلاق الباب في مهب جرح يعمقه ... ويزيد ألمه ...اعتدت أن افتح أبوابي عند وقوفي في مهبات الجروح ... اعرضها للهواء .. امنحها المزيد من الأوكسجين النقي ... علها تجف وتبرأ ...انتظرها بصبر حتى تلتئم .. ولا اجزع من الندبة التي تخلفها ... فكل ندبة هي علامة انتصار ... هي ذكرى جرح لم يستطع قتلي .. بل منحني الوقوف في مهبه مزيداً من القوة ...أيها الواقفون على مهبات الجروح ... كونوا أقوياء ... وتذكروا أن غالبية الأشياء تكتسب قداسة وترفعاً ... في حضرة الألم ...

No comments: