Followers

Sunday, July 23, 2006

هذيان امراة تقطن خيمة برفقة صديق خيالي - جزء آخر

يا صديقي النديّ ..
في هذه الايام تنتأبني مشاعر غامضة ... فانا اجلس في عمق الخيمة واحس باني على حافة الهاوية ...
انظر الى الرمال تحت اقدامي لاجد ان لونها تساوى مع لون السماء ...
العق الماء فاذا بطعمه شبيه بالدم ...اضحك بينما دموعي تسيل ...
أرى النجوم نهاراً ... وتشرق شمسي ليلاً ...انعدم توازني لدرجة بت اخاف النهوض كيلا اخطو فوق اللاشئ ...
يا الهي .. ارتفعت درجة حرارتي .. اني اشتعل برداً .. زملوني بالحنين ... دثروني بالامل ..
تحملوا هذياني فقد بدأ ..
ساحكي لكم قصة خرجت من بين ذكريات الطفولة ..
في كل عيد اضحى اعتادت امي شواء طحال الخروف ..
وكنت بجسدي الصغير اجلس قرب النار وارقب بارتياع كيف يتحول هذا العضو الذي كان ينبض بالحياة قبل قليل الى قطعة متفحمة قابلة للمضغ ؟؟
ذات يوم استهواني شكل القلب بتفاصيله الدقيقة الرقيقة .. فحملته بين يدي وذهبت به الى امي ..
وببراءة الطفولة طلبت منها ان تشوي لي قلبي بقرب طحالها ...
فاندهشت امي من طلبي .. واجلستني على حجرها بصبر جميل وبدات تشرح لي بان القلب لا يصلح للشوي ..
وسالت بالحاح ... لماذا يا امي ؟؟ اجابتني لان القلب سريع الاحتراق .. لا يحتمل نار الجمر .. ولابد من الانتباه لانه اذا تعرض للاحتراق يصدر رائحة بشعة.. لن تتحملها حواسي ...
وهكذا كبرت وانا احاذر ان يحترق قلبي .. فابقيته بعيدا عن مدى النيران ..
احطته بغلاف من الصلب وتحته غلاف من الثلج ..
وذات غفلة مني فتحت جدار الصلب لاتاكد بانه لا يزال ينبض ..
فاذبت الثلج دون ان ادرك بان مدى النيران كان قريباً ..
لم ادرك الا بعد ان شممت رائحة الحريق ..
ويا لها من رائحة ...كما وصفتها امي تماماً .. بشعة وصعبة الاحتمال ...
اني اتعرق .. اذن فقد بدات حمتي بالزوال .. وساوقف الهذيان ...
وما زالت الخيمة تمثل لي الملجأ والامان .. ما زلت اسكنها بكل خيلاء وترف ..
وامسك حبالها بكل قوة وتصميم ...
حلم يهذي
ايها الصديق النديّ ..تمادت الظنون .. وصار جرحي اكبر من احتمالات البقاء او الرحيل ..
ان الخيمة تحميني من الضياع وراء سراب .. تصد عني الريح والبرد والحر ..
تحدد رؤياي وتمنعني من التوهان وراء الاحتمالات الممكنة والمستحيلة ..
ولكني اعتقد باني كائن متوحد يفضل ان يعيش وسط قليل من العزلة ..
الزحام يخنقني .. يوترني ... يشتتني ...
احس بان الخيمة لم تعد تحتمل هذياني المتواصل ورغبتي الانانية في الاستحواذ على الجزء الاكبر منها ..
يا صديقي لقد احببت خيمتك .. لكني قد ارحل عنها واترك روحي عالقة بحبالها .. مبعثرة في اركانها ...
بانتظار ماذا ؟؟ بانتظار دليل يهديني لطريق الصواب ...بانتظار حلم قد يتحقق .. او يظل في خانة الاحلام ...
بانتظار امل يشق نفق الظلمة ويفتح ابواب النور ...بانتظار لحظة تحدد حق الكائن المتوحد في البقاء او مطالبته بالرحيل ...بانتظار قرار شجاع بتخطي امان الخيمة وخوض المجهول ..
ربما .. اقول ربما يمكنني الوصول الى نهاية الطرق ..درجة حرارتي تجاوزت الاربعين ..
حرارة جسدي تكاد تحرق الحبال ...دثروني بالحنين ... زملوني بالامل .. رشوني بماء الفرح ..
ربما تتشربه مسامي العطشى اليه ...مسامي عطشى الى من ؟؟ الى الفرح ام الى صانع الفرح وسارقه ..
لم اعد اتحمل الحرّ .. ولا الهذيان ..ساخرج .. ربما اعود وربما لا .. فهذا رهن بما ساجده خارج حدود الخيمة ...
شهيق وزفير

ايها النديّ ...
مددت رجلي العرجاء خارج حدود الخيمة لاستكشف بداية الطريق ..
كان صحراء .. بلا ماء أو هواء ..شهقت وابتعلت شهقتي ..
ووقفت في انتظار لحظة الزفير ..اصابني الجمود .. فشهقتي اختفت .. ناديتها وابّت ...
رفعت راسي اتامل الغيوم ...سالتها بوجوم ..هل رايت شهقتي ؟؟
تشكلت بملامح اعرفها .. تشبه خليتي المنقسمة .. تشبه توأمي الندّي ..يا الهي كيف انتحلت شهقتي صفة زفيره ؟؟
الان بت مقيدة بانفاسي التي تربط بيننا .. ان انا خرجت .. ضاعت شهقتي وانقطع زفيره ..
قد احتمل توابع الضياع .. لكنني لا احتمل فكرة الانقطاع ...اذن قرار البقاء اصبح ملزم لكلينا ...
ههة .. انا الان مملؤة برهق لا حدود له ..من معي في الخيمة .. انها طيوف .. احسبني اعرفها .. او لا اعرفها .. لكنها موجودة ..يا من في الخيمة توقفوا عن محاولة فهم هذياني ..
انه بعض جنون افلت مني وانا احاول ترقيع ثقوب روحي الهاوية ..
انه بعض خوف .. وبعض امل .. وبقايا شجون ...حرّ وزحام .. انها الحمى ...
حرّ وزحام .. اني ارتعش الماً .. دثروني بالحنين .. زملوني بالفرح .. ولا تؤاخذوا المحموم ...


No comments: