Followers

Friday, February 27, 2009


لـــــــذة الخـــــوف

الخوف ... ذلك الشعور البدائي الضاغط الذي يجعلك تفقد السيطرة على التناغم الحركي لجسدك فيندفع دمك حتى تخاله سوف يخرج مندفعاً من مسامك ... وتتعالى دقات قلبك حتى تصم اذنيك ... يتقطر عرقك وتتراوح درجات حرارة جسدك ما بين الرعدة والانكماش ...كلنا نخاف .. لا فرق بين احساس الكبير والصغير بالخوف .. يكمن الفرق في مسببات خوفنا وكيفية التعاطي معه ..
الخوف احساس حمائي لمواجهة اخطار مؤكدة او محتملة ... وهو شعور طبيعي ما لم يصبح مفرطاً ويتحول الى ما يسمى بـ ( الفوبيا ) والتي تعرف على انها خوف مرضي من شئ بعينه ... بعض الناس يعاني فوبيا المرتفعات .. والبعض يعاني فوبيا العناكب .. الزحام ... الاماكن الضيقة .... الظلام ... والقائمة تطول لتشمل اشياء قد لا تخطر على بال احدكم ...
لكن .. هل يمكن ان يكون للخوف لذة نستشعرها ونسعى اليها ؟؟!! اظن ان بداخل كل منا جزء يستمتع بهذا الشعور ... لانه يمدنا باحاسيس لن نختبرها الا بوجوده ... لهذا السبب يعشق البعض افلام الرعب ويحرص على حضورها ... ويستمع بدخول البيوت المهجورة ذات السمعة المخيفة .. ومطاردة الاشباح .. واستحضار الارواح .. والتوغل بين قاطني عالم القبور وسكانه الابديين ...
وعاشقي الخوف ينقسمون الى فئتين ... فئة تعيشه فقط ... وفئة تصنعه ... الفئة التي تستمتع بمعايشة الخوف لا تتعب نفسها كثيراً في تقصي اسباب لذتها االسادية .. وتكتفي بالمعايشة اللحظية المرهونة بانتهاء الحدث المخيف .. فهم في مأمن طالما بمقدورهم انهاء جرعة الخوف في اللحظة التي يرغبونها ...
الفئة التي تصنع الخوف هي الاخطر لان الاحساس بلذة الخوف لديهم مرتبط بمقدار الاذى الذي يمكنهم صنعه واغراق الطرف الاخر فيه ..هؤلاء لا حدود لهم .. وينبغي لنا ان نخاف منهم .. وعليهم ...
من وقت لآخر احب ان اذكر نفسي بلذة احساس الخوف ووقعه على حواسي ...فاتعمد فتح احدى القنوات وابحث عن فلم ملئ بالمؤثرات الصوتية المرعبة .. المناظر الغامضة التي تثير في نفسي توقعاً مبهماً ... وذلك بعد ان أتاكد من ان جهاز التحكم على مرمى ضغطة من يدي .. في اللحظة التي يتغلب فيها احساس الخوف على اللذة الغامضة التي تصنعه .. اضغط الزر .. وانهي حالة خوفي ...
لذة الخوف .. هل اختبرتموها .. يا له من احساس !!! ...

No comments: