Followers

Blog Archive

Saturday, August 19, 2006

خواطر قاهرية ( اطباعات شخصية عن رحلة القاهرة اغسطس 2005م ) ...

قاهرة المعز ... مدينة الالف مئذنة ... الاهرامات ... المتاحف ... مكتبة مدبولي ... النيل ... الزحام المسارح ... السيدة زينب والحسين ... ام الدنيا ...
نصيحة صغيرة اهمس بها في اذن كل من يريد ان يعيش متعة القاهرة ... ابتعدوا عن المناطق الراقية والمدن الجديدة ...
غوصوا في قلب القاهرة القديمة ... الحواري ... الشوارع الضيقة .. هناك تتعرفون على القاهرة الحقيقية ... تتذوقون طعم الاماكن .. وتعلق في اذهانكم ملامح البشر ... وعندما تبتعدون .. بين حين وآخر تاتيكم روائح تذكركم بمواقف عايشتموها وانتم هناك
عطر الاماكن لا يوجد في الزمالك او المعادي ... لايسكن مصر الجديدة ولا المهندسين ... انه في ( وسط البلد ) في ازقة ( الكيت كات ) وحواري شبرا والسيدة زينب ... في الفجالة والسبتية ..في رمسيس والعتبة والموسكي .. في الازهر والحسين ...
وهاكم انطباعات صغيرة وقصيرة عن ايام القاهرة ...
صباح القاهرة ....
صباح هادئ ساكن ملئ بالضباب يكاد يكون الفترة الوحيدة التي يهدا فيها سكان القاهرة الذين ادمنوا السهر حتى ساعات الفجر الاولى ... هذا الهدؤ تمزقه احداث روتينية ثابتة لا تتغير فلنبدأ ....
في السادسة صباحا تاتي بائعة اللبن التي لا يحلو لها الوقوف الا تحت نافذتي ويعلو صوتها الجهور لينادي على أم سمير زبونتها الوحيدة في الشارع بالحاح لا ينقطع الا عندما ينزل سبت القش المعلق في حبل طويل من بلكونة ام سمير فيوضع فيه اللبن ويرتفع الى اعلى ...
يسود الهدؤ برهة وجيزة...
في السادسة والنصف ياتي بائع الغاز يحمل الاسطوانة على كتفه والمفتاح على يده وغالبا ما يكون فتى يافع السن انظر اليه واشفق على كتفه الرقيق من هذا الحمل الثقيل ... ويتبخر اشفاقي لحظة ترتفع يده الصغيرة لتضرب الانبوبة بقوة ويصدر عنها صوت يوقظ الموتى من قبورهم واصاب انا بصداع لا يجدي معه البندول الاحمر ...
في الساعة السابعة ترتفع عقيرة بائع الفول والبليلة بنغمة مميزة ليعلن عن وصوله بكلمات لا افهم معظمها .. ( فهمت كلمة فول وقشطة يا بليلة ) ... وعند وصوله تمتد الرؤوس من البلكونات وفجاة تتدلى غابة من الحبال المنتهية بسبت القش الشهير وينتقل (جمال) بائع الفول من سبت لآخر بكل همة ونشاط ليضع هنا كيس فول وهناك كيس بليلة أو الاثنين معاً..
الساعة الثامنة بائع الروبابيكيا الذي لم يكتفي بصوته العادي .. فاحضر مايكرفون ليزيد معاناتي الصباحية وهو يدعو الجميع للتخلص من الكراكيب القديمة علما بان العربة التي يقودها هي في حد ذاتها روبابيكيا ... والحصان الذي يقود العربة يمشي برحمة رب العباد عليه ... الساعة التاسعة ... الموال اليومي بين (أم مصطفى ) ذات الحبال الصوتية التي قد تضعها في مصاف نجمات الاوبرا وهي تأمر ابنتها بالاستيقاظ مع وصلة من الدعاء عليها بكل ما تتخيله في قاموس الادعية ... وتنتهي الوصلة حسب مزاج ابنة ام مصطفى ورغبتها في الاستيقاظ بغض النظر عن رغبتنا نحن في النوم ...
الساعة العاشرة يبدا اهل البيت في الاستيقاظ لتنادي الحاجة نوال ( أم محمد ) من الطابق لارضي على الحاجة عديلة ( أم هاني ) بالطابق الثالث للذهاب الى سوق الخضار ... في هذه اللحظة اكون قد وصلت الى مرحلة الياس في امكانية النوم وانظر الى شقيقتي النائمتين بكل غيظ واتساءل كيف امكنهما النوم وسط هذا الضجيج المتواصل ؟؟ واجرجر قدمي ليبدا يوم جديد قد يطول حتى فجر اليوم الثاني بنفس الترتيب الذي لا يتبدل فيه اي شئ ...
آه كم احتاج للنوم ...

No comments: