Followers

Blog Archive

Saturday, August 19, 2006

خواطر قاهرية ( اطباعات شخصية عن رحلة القاهرة اغسطس 2005م ) ...

الحسين ...
من أحب الاماكن الى قلبي في مدينة القاهرة ... عالم يجذبك اليه بلا عناء ...سائق التاكسي المصري يتبرم عند سماع كلمة الحسين لما تعنيه من دخوله وسط الزحام ولكنه في نفس الوقت يتمم بعبارات ( شالله يا حسين ) ( مدد يا ابن رسول الله ) .. ثم يبتسم بحبور من يعلم بركة المكان الذي سيذهب اليه ... وينسى كلامه عن الزحام...عند الوصول الى منطقة المسجد اول ما ترى عيناك ساحة كبيرة جزء منها صحن المسجد حيث البشر بالمئات يفترشون الارض جلوساً ووقوفاً ... افواج تدخل من باب المسجد المشرع .. واخرى تخرج منه .. اذا تاملت في وجوه القادمين ترى نظرات مليئة بالرجاء واللهفة ... وفي عيون المغادرين لمعات دموع حبيسة في العيون ... للمكان رهبة غريبة ... وحضور طاغي يجعلك تحس بضآلتك... جو صوفي حميم ... رائحة البخور تملا الانوف .. ودخانه يعلو في طبقات متناغمة ترسم اشكالاً سيريالية غريبة ...على جانب الشارع تصطف المقاهي والمطاعم التي تقدم كل ما لذ وطاب من مشروبات وماكولات وامام كل مطعم يقف احد العاملين ليدعوك للجلوس بالحاح ثقيل فالمنافسة على اشدها لاجتذاب الزبائن الغافلين او متغافلين عن غلاء الاسعار بالجلسة الجميلة ... وفي لحظات وبمناداة لا تفهم منها حرفا تاتي الطاولة ومعها المفرش القديم والكراسي الخيزران ... ويهل عليك صبي يجدر به ان يكون في مقاعد الدراسة ... وبلسان حلو معسول الكلمات وابتسامة عريضة ممزوجة بقفشات منتقاة دعمتها خفة الدم الموروثة في الشعب المصري تجد نفسك قد طلبت كل ما يعرضه عليك حتى وان لم تكن ترغبه ... كوب من السحلب الدافئ ممزوج بجوز الهند والمكسرات ... قهوة زكية الرائحة تاتيك في صينية حديد مستديرة اكل عليها الدهر وشرب .. تتصاعد حولك رائحة معسل الشيشة وصوت قرقرتها المثير للاعصاب ....حولك بائعين لكل شئ .. محافظ جلد من الدرجة الثالثة .. مناديل ورقية بضعف الثمن ... سبح .. تحف صغيرة ... اسلوب انيق للتسول لانك غالبا ما تدفع مقابل سلعة لن تاخذها من البائع ...على البعد مجموعة من الصبية يحملون دفوف متنوعة يضربونها بمهارة ... نساء يجلن باكياس الحناء ( سودانيات الجنسية ) ويعرضن نقوشهن على السائحين المتعطشين لكل ما هو شرقي ...وبائع عقود الياسمين .. بائع الجمال .. تعلن بضاعته عن وصوله بافصح ما تكون الرائحة الجميلة ... ياتيك بثقة العارف بانهيار مقاومتك امام لون الياسمين الابيض واريجه البديع ... ثلاث عقود منضومة في خيط رفيع لم استطع مقاومة اغراءها لبستها في يدي فعطرت الكون حولي واخذتني معها الى دنياها ...طافت معي ازقة الحسين وحواريه ... أهدتني ابتسامة من القلب ... ربطت بيني وبين احبتي بسر العطر الغامض وروح الذكرى الهائمة .. الحسين ... سلام الله على اهل بيت رسول الله ...الحسين ... بقعة يفوح منها الطيب وتحفها الآمال ...الحسين قلب القاهرة العامر بالجمال الاصيل ..الحسين ... كم اشتاق اليه ...

No comments: