Followers

Blog Archive

Sunday, August 13, 2006

اعترافات امراة مدمنة

اجل اعترف باني مدمنة .. وقد وصلت الى مرحلة صعبة في طريق الادمان ...وانتم اصدقائي لذا الجا اليكم .. ارجوكم ساعدوني لاتخلص منه ... لا تنفروا مني قبل ان احكي لكم قصتي .. كيف بدات .. وكيف انتهيت ...كانت البداية لحظة ضعف اردت ان اختبر فيها قوتي ... رغبة في تحدي نفسي والآخرين .. فلاعرفكم بنفسي أولاً حتى تكتمل لكم ملامح الصورة .. كنت فتاة جميلة مليئة بالحياة ... قوية الشخصية .. ثقتي بنفسي تقارب حد الغرور .. اعرف اهدافي واسير نحوها بخطى ثابتة .. ذات علاقات اجتماعية واسعة ...احببت الحياة ..فاحبتني .. واغدقت علي الكثير مما حسدتني عليه الصديقات قبل غيرهن ...لطالما سخرت من الضعف البشري في مواجهة ما يخافه ... فتميزت عن صديقاتي بالجسارة والجراة ولكن في حدود التقاليد المسموح بها ...لم اكن ادري ما ينسجه لي القدر .. وكانه اراد ان يمتحن ادعاءاتي بقوة الشخصية وقوة الارادة ...كانه اراد ان يسحق غروري .. وتم له ما اراد ..اول ما سمعت عنه من صديقات وقعن بين براثنه الفتاكة في مرحلة الجامعة ... كنت انظر اليهن بعيون ساخرة .. احتقرت ضعفهن واستسلامهن الخاضع الذليل .. حاولت .. اجل حاولت كثيراً ان اخرجهن من هذا العالم الملئ باوهام السعادة .. استخدمت المنطق الذي اعرفه لاحثهن على التمرد .. والعقل الذي اجيد استخدامه لاعيدهن الى جادة الصواب .. ولكن كان الاوان قد فات لانقاذهن ... فسرت في طريقي .. وتركتهن لمصيرهن المجهول ...ومرت الايام وانتهيت من دراستي ودخلت مجال العمل بكل ما فيه من تنافس وطموح .. وكنت ازداد قوة وصلابة ... وغرورا ... ومرت السنوات ولكن استمرت علاقتي قوية بزميلات الدراسة وكنت احيانا اسال عن تلك وماذا حدث لها فيخبروني بالمصير الاسود الذي آلت اليه .. فاغبط نفسي لانني لم انجر الى ذلك العالم المخيف ... بينما اخرى يتحدثون عن سعادتها فلا اصدق .. فمن يختر هذا العالم لا يمكن ان يعيش سعيداً .. واحدث نفسي بانه وهم السعادة ..لربما تتساءلون اذن كيف من هي مثلي وبافكاري انجرّت الى هذا لعالم ؟؟الم اقل لكم انه القدر ...برغم ادعاءات القوة ... فقد كنت بشراً تعتريه لحظات ضعف وحزن .. وشوق الى شئ مجهول .. الى تجربة لم اعشها كنت قد تجاوزت الثلاثين من عمري .. ازداد جمالي نضجاً وتبلورت شخصيتي .. تميزت في عملي ... وسرت في الدنيا بخطوات ثابتة .. ولكن شيئاً ما كان ينقصني .. لم ادري ما هو .. احيانا عندما اجلس مع نفسي احس بالخواء .. برغبتي في ان اصرخ .. ماذا اريد ؟؟ ماذا اريد ؟؟ لم تعد لي نفس الرغبة في الحياة .. فقدت اندفاعي وحماسي .. حتى نجاح العمل لم يعد له نفس التاثير ...احتاج الى شئ يعيد لي احساسي بالحياة ... يؤجج رغبتي بالنجاح ... احسست بانني هشة وقابلة للكسر ... وبدات افقد ثقتي بنفسي ...وكانت لحظة السقوط ...كان حولي في كل مكان ... ذلك العالم المخيف الذي كنت اهرب منه منذ فترة طويلة ... هل هو ما احتاجه لاعيد ذاتي المفقودة ؟؟ ربما ...فقررت وانا بكامل قواي العقلية ان اخوض التجربة ... اعتمدت على قوة ارادتي ... لن اصل الى مرحلة الادمان .. ابداً ابداً .. سوف آخذ فقط ما يعطيني الاحساس بقليل من البهجة .. سوف امسك زمام الامور بيدي ... لن اتركه يسيطر على .. لن اسلمه قيادي ...هكذا اوهمت نفسي .. وهكذا دخلت الفخ بقدمي ...في البداية كان الامر سهلاً كنت استيطع ان احدد الاوقات التي احتاجها فيه فالجا اليه ... فاجد فيه الراحة والسعادة ... واحيانا امعن في اختبار قوة ارادتي فانقطع عنه .. وتفرحني نفسي بالانتصار ...ولكن وآه من كلمة لكن ... رويدا رويدا تمكن مني ... تسلل الى دمي وانا من منحته حق العبور وكنت اعتقد باني املك مفتاح الباب .. فاذا به يملك كل المفاتيح و لم يعد يحتاج اذنا مني للدخول ...لم اعد استطيع التنفس بدون وجوده داخل خياشيمي ... عافت نفسي الاكل .. وجافاني النوم ...تغيرت شخصيتي فلم اعد تلك القوية صاحبة الارادة الحديدية .. اصبحت صورة ممن كنت اسميهن ذات يوم البائسات .. هن كان لهن العذر .. فقد كن صغيرات العمر سهلات التأثر .. فما عذري انا وقد بلغت سن النضج ؟؟!!هزل جسدي ..غارت عيوني .. تهربت كثيرا من النظرات المتساءلة ... وعندما يلحون بالسؤال كنت اتحجج بريجيم قاسي اتبعته لانقص وزني ...في النهار كنت اتشاغل بشتى الامور حتى اصرف ذهني عن التفكير فيه .. ولكن عندما ياتي الليل يبدا جحيمي ويمتد عذابي الذي لا تسكنه الا جرعة تاتيني من مكان بعيد لاهدأ واستطيع النوم ...ولكن جدت احداث في حياتي ولم يعد باستطاعتي الحصول على جرعاتي اليومية ... وبدات مرحلة الانهيار الفعلي ... كيف اعيش الحياة من دونه ؟؟ كيف اواجه نفسي والعالم من حولي بدون الغطاء الذي كان يوفره لي وجوده .. كيف استرد ثقتي بنفسي .. كيف استرد احساسي بالحياة فقد كان هو من يمنحني احساس الحياة ...ارجوكم ساعدوني لاتخلص من ادماني ... ارجوكم انا الجا اليكم فليس غيركم ..انتظروا لحظة ... انه هاتفي يرن ... يا الهي .. يا الهي ... انه هو ... انها جرعتي اتتني بعد ان يئست من الحصول عليها ... انه صوته .. انه ينادي اسمي ... انه حبيبي ... انه هو من ادمنته بكل جنون ... انه هو من ادخلني الى عالم الحب المخيف ... انه هو من اخضع قلبي ... لكن ما زلت اريد ان اتخلص من ادماني عليه .... ما زلت اريد ان استعيد ذاتي تباً للحب ...

No comments: