Followers

Blog Archive

Saturday, August 19, 2006

خواطر قاهرية ( اطباعات شخصية عن رحلة القاهرة اغسطس 2005م ) ...

نيل القاهرة
النيل في القاهرة له شكل غريب ...متلون على حسب الوقت الذي تراه فيه .. بالنسبة لنا نحن السودانيين الذيت اعتدنا نيلنا دائم الحركة ... يتسابق موجه ليضرب الشاطئ ... نعرفه غاضباً مزمجراً كاسحاً ... ننظر الى نيل القاهرة بدهشة واستغراب ... فهو ساكناً متعباً كانما اضناه طول الطريق فقرر ان يمشي الهوينى ... اذا رايته في الصباح الباكر ..يكون ملفوفا بغلالة من الضباب الابيض الخفيف التي تضفي عليه جو من الغموض الآسر ... وتتوزع على ضفتيه مجموعة من العوامات التي تعبتر لبعض الناس سكنا رخيصا ومريحاً ...خلال فترة الظهيرة وعندما تنعكس اشعة الشمس على صفحته يبدو وكانه مخلوق عملاق يتمطى ويحاول ان ينفض عن عيونه النعاس استعدادا لنشاط قادم ...أجمل ما يكون النيل في القاهرة ليلاً .. يمتلئ بالحياة والحركة .. يصبح عالماً من الالوان ...والاصوات .. والروائح .. والعواطف ... المكان المفضل لعشاق القاهرة ... فعلى طول الكورنيش تمتد المقاهي الصغيرة والسفن الفخمة وكل حسب ميزانيته... على ابعاد متساوية تنتشر المراسي الخاصة بالمراكب ولكن نصيحة اخوية خالصة اذا فكرتم في يوم من الايام النزول الى حيث هذه المراكب تحلوا بروح المجازفة والمغامرة فقط كي تنزلوا درجات السلالم التي قد تكون سطح املس به بعض الحفر التي يمكن ان نطلق عليها جزافاً درجات ... او درجات من الحديد الصدئ قد تنهار في اي لحظة ... او خشب قديم يحكي صريره المزعج عن قدمه وبلاه ... او درجات من السيراميك المبتل الذي يحتاج الى لاعب جمباز ليحتفظ بتوازنه فيه ...ولكن تاتي المكافاة في نهاية السلم .. يمكنك ان تاجر مركبا شراعيا لمدة ساعة باربعين جنيه مصري او اذا كنت من محبي السرعة والصوت العالي يمكنك تاجير مركب بموتور وساعته بسبعين جنيه مصري ...أجمل ساعات قضيتها على ظهر المركب الفسيح وربانه النوبي الدمث الاخلاق ... ساعة من الزمن لا تقدر بثمن ... المركب يسير وصوت ام كلثوم يتعالى ( انت عمري ) هواء عليل يداعب وجهي وكانني انتقلت الى عالم آخر حيث السكينة والجمال ... حيث تتبدد كل الهموم والخيالات والاحزان حيث يتلاشى كل شئ الا انت وعالم تحبه وتهواه ... لاشئ يعادل نزهة ليلية على مركب يتهادى خصوصا اذا كانت الصحبة جميلة ...نيل القاهرة ... حديث يطول ... فقط اقتطفت لكم منه اجمله ... اما القبح فيه فلا داعي لذكره ...

No comments: